ابتسامة
ابتسامة
في الصباح أدخل غرفة الجلوس فأجده واقفا و بابتسامته المعهودة يخاطبني:
- صباح الخير يا عزيزتي، ماذا ستقرئين اليوم جريدة المدى أم جريدة الصدى؟
- لا شيء، مزاجي عكر اليوم لم أنم جيدا.
قضيت ليلي كله أتقلب في فراشي بسبب كابوس مرعب و فظيع: مجموعة من الأيدي تمتد إلي تحاول أن تأخذني إلى عالم مجهول و أنا أصرخ و أستنجد بك لكن حتى صوتي يخونني و لا يسمع، حتى أنا لم أعد أستطيع سماعه.
تكرر هذا الحلم سبع مرات.
و في كل مرة لا أجدك بجانبي،
أين أنت؟ و لماذا تركتني؟
استيقظ و أنا أتصبب عرقا و الفجر يؤذن، توضأت و صليت و استعذت بالله من الشيطان الرجيم.
و أنت ما تزال نائما في مكانك و لا تحس بأي شيء.
حتى و أنت نائم لا تفارقك الابتسامة.
ابتسامتك هي أول ما شدني إليك.
و هي ما يعطيني الأمل لأواصل طريقي.
عندما يكون مزاجي جيدا أحاول أن أستفزك لكنني لا أتمكن من ذلك رغم استخدامي لجميع الطرق تبقى هادئا و بابتسامتك تقول لي:
- أعرف أنك تعانين ظروفا صعبة بسبب عملك لكن ابتسمي فالله لا يخيب عباده، تناولي فطورك
و بعد ذلك سأوصلك لعملك.
- حاضر يا عزيزي، لكنني خائفة من فقدان عملي خاصة أن الشركة على حافة الإفلاس.
- حتى إن تم ذلك و أفلست الشركة يمكنك البحث عن عمل أفضل نظرا لمؤهلاتك و خبرتك.
- حسنا سأبحث عن عمل منذ اليوم، شكرا لاهتمامك بي.
- لا تشكريني فهذا واجبي.
بعدما غادرنا المنزل لم نجد السيارة أمام الباب، سرقت، جن غضب زوجي و بدأ يسب و يشتم
و يصيح.
فارقته أخيرا الابتسامة العريضة أما أنا فبدأت أبتسم لأن اللصوص استطاعوا استفزاز زوجي و إزالة الابتسامة عن محياه الشيء الذي لم أتمكن أنا من فعله رغم محاولاتي المتعددة.